مع استمرار نمو العدد السكاني في العالم، ينجذب المزيد والمزيد من الناس إلى أكبر مدن العالم، ومن أجل إيجاد سبل نقل فعالة لهذا العدد المتزايد من المواطنين، تضيف العديد من المناطق الحضرية خطوط نقل عام جديدة، أو توسع نطاق خطوط النقل الموجودة لديها.
لكن مع انتشار خطوط النقل، كيف يمكن للمدن أن تحول دون تحويل مشاريع الأشغال العامة الضخمة المسطحات الخضراء إلى مساحات شاسعة من الخرسانة والصلب؟
مشروع باريس يقود المسيرة
في أوروبا، تقود مجموعة من المناطق الحضرية المسيرة من خلال مشاريع نقل عام تزيد المساحات الخضراء في المدن، بدلًا من تقليصها.في فرنسا وإسبانيا، أنشئت خطوط قطارات جديدة تعمل على تجميل المدن، عن طريق وضع أحزمة خضراء، بدلاً من إزالتها. ومن خلال وضع العشب الأخضر بين خطوط القطارات الحالية والمناطق المحيطة بها، لا تعمل هذه المدن على حل الازدحام المروري فحسب، بل تعمل أيضًا (بفضل العشب الأخضر) على حل مشكلة التلوث السمعي، وجعل المناظر الطبيعية تبدو أكثر جمالًا.
في عام 2006، بدأ تشغيل أول خط ترام جديد في وسط باريس منذ أكثر من 60 عامًا. يبلغ طول خط ترام دي ماريشو سود ثمانية كيلومترات، ويمر عبر المناطق 13 و14 و15 الواقعة جنوب نهر السين، ويربط جسر بونت دي غاريليانو الكائن على الطرف الغربي للمدينة مع محطة مترو بورت دي إيفري الكائنة في الاتجاه الجنوب الشرقي.
نتجت فكرة خط ترام دي ماريشو عن تلك الحاجة المتزايدة لزيادة سعة النقل العام في باريس. لكن قادة المدينة لم يرغبوا في بناء خطوط سكك حديدية ومحطات وحسب؛ بل أرادوا إنشاء شيء من شأنه أن يساعد على تحسين البيئة المحيطة. وبالتالي، فإن نظام ترام دي ماريشو ليس سوى جزء واحد —وإن كان جزءًا كبيرًا—من وعد قطعه عمدة باريس، برنارد ديلانوي، بمكافحة الازدحام المروري والتلوث، عن طريق وسائل النقل "الخضراء" في العاصمة الفرنسية، إضافة إلى تقليل مستويات الضوضاء المصاحبة لخطوط السكك الحديدية التقليدية المصنوعة من الحصى والخرسانة.
ما سبب اللجوء إلى المسطحات الخضراء؟
وتماشيًا مع فكرة تعزيز المساحات الخضراء، يتميز نظام ترام دي ماريشو (الذي يمتد بمحاذاة شارع— بوليفارد دي مارشو—وليس فوقه) بعرباته الكهربائية ذات اللونين: الأخضر والأبيض، وحزام أخضر مكمل، به أرصفة واسعة للمشاة، ومسارات لراكبي الدراجات، وأكثر من ألف شجرة مزروعة حديثًا. المشروع إجمالاً به أكثر من 36000 م2 من المساحات الخضراء. لم تكن النتيجة النهائية للمشروع مجرد تحسين محيط المدينة وتجميلها فحسب، بل إضافة إلى ذلك كان هناك انخفاض ملحوظ في الضوضاء، وتحسن في تدفق حركة المرور أيضًا.
ما السبب وراء تركيب شبكة ري؟
وفقًا لمجلس النقل المستقل في باريس (RATP): "أولي اهتمام خاص للتنمية الحضرية الراسخة طويلة الأمد، مثل تركيب شبكات الري التلقائية".
عندما يتعلق الأمر بالري، تأتي موثقوقية المنتجات وأهميتها، وميزة التوفير في المياه فائقة الأهمية. لذا، كانت منتجات الري من هنتر هي الخيار المفضل لدى مهندس المشروع، جيه إف إل كونسيبت، من أثيس مونس. وأكد على ذلك المقاولون الذين فازوا بمناقصة المشروع: Société EGM (فاز بالمناقصة العامة لمهمة الترام بالكامل)، وSociété IDFA وSociété CCA Perrot (فاز كل منهما بمناقصات تخص جزءًا من أعمال الري).
بدأ العمل في صيف 2004 بتركيب شبكة الري، وفي ربيع 2005 تمت زراعة العشب. كانت رشاشات Pro-Spray® عالية الجودة مقاس 7.5 سم من هنتر (مع نوزلات Pro-Spray 10H و12F) هي الخيار الأساسي على طول الجزء الأكبر من الحزام الأخضر، لكن استخدمت رشاشات SRS من هنتر مقاس 5 سم لتلبية احتياجات المناطق التي تتسم بضحالة تربتها. ولمواجهة التحدي المتمثل في توفير المياه، ومشكلات ارتفاع ضغط المياه، تضمنت الرؤوس محابس HCV المانعة للارتداد، وتضمنت كل منطقة محبس ICV من هنتر مقاس 1⁄2 1 بوصة (40 مم) مع منظم ضغط Accu-SETTM.
خطوط الترام الأوروبية الأخرى تتبع الخطى
لجأت شبكتان أخرتان من شبكات الترام في فرنسا إلى إضافة العشب الأخضر على طول الخطوط، كما هو الحال في باريس. في مدينة لو مان، تُستخدمُ رشاشات Pro-Spray مقاس 5 سم من هنتر (مع نوزلات Pro-Spray) ومحابس ICV مقاس 2 بوصة (50 مم) المزوّدة بمنظمات ضغط Accu-Set وHCV. في خط ترام مرسيليا، تم تركيب رشاشات Pro-Spray مقاس 12 بوصة (30 سم) من هنتر، ونوزلات ببلر AFB، ومحابس ICV مقاس 1⁄2 1 بوصة (40 مم).
إضافة إلى ذلك، خطوط ترام بيكس في برشلونة بإسبانيا وهي شبكة نقل عام، بها أكثر من 8 كيلومترات من العشب الأخضر. والخطوط فيها عبارة عن قضبان مزدوجة (ذهاب وعودة) عرضها 12 مترًا مزروعة كلها بالعشب. تشتمل شبكة الري على رشاشات دوارة PGP® (بغطاء أرجواني، إشارة إلى المياه المعالجة) ونمط تباعد مربع الشكل (وجهًا لوجه) بمسافات 12 م. يبدو مستقبل النقل الجماعي في المدن الأوروبية أكثر حفاظًا على البيئة وأكثر هدوءًا.
باريس